3 أسباب تمنعكم عن القلق إذا كان طفلكم “كسولاً ” في المدرسة!
ما الذي قد يمنع طفلك من الازدهار؟

1. الكسل قد يخفي أسبابًا أعمق مثل الملل أو نقص التحدي
في كثير من الأحيان، لا يكون الطفل “كسولاً” فعلاً، بل قد يشعر بالملل لأن الدروس لا تثير اهتمامه أو لا تتحدّى قدراته. الأطفال الموهوبون أحيانًا يظهرون قلة اهتمام أو مشاركة لأنهم لا يجدون محتوى المدرسة محفّزًا لهم.
لذلك: جرّبوا التحدث إلى طفلكم حول ما إذا كان يشعر بالتحدي في المدرسة، أو إذا كان المنهج لا يثير فضوله.
2. الطفل قد يواجه صعوبات تعلم غير مكتشفة
بعض الأطفال يوصفون بالكسل، لكن في الواقع يعانون من مشاكل تعلم مثل عسر القراءة أو اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه (ADHD). هذه الحالات تجعل أداءهم في المدرسة يبدو ضعيفًا رغم محاولاتهم.
المفيد استشارة مختص نفسي تربوي لتقييم قدرات الطفل بشكل دقيق إذا لاحظتم صعوبة مزمنة في التركيز أو الاستيعاب.
3. الذكاء العاطفي والاجتماعي لا يقل أهمية عن الدرجات
النجاح في الحياة لا يعتمد فقط على التفوق الأكاديمي. كثير من الأطفال الذين لم يكونوا متميزين في المدرسة، برعوا لاحقًا في الحياة بفضل مهاراتهم الاجتماعية، مرونتهم العاطفية، أو شغفهم بمجال معين.
لذلك ساعدوا طفلكم على اكتشاف مواطن قوته خارج الفصل الدراسي مثل الفن، الرياضة، البرمجة، أو حتى التواصل مع الآخرين.
شاهد ايضا: كيف نتعامل مع الطفل الخجول؟
“ما الذي يمنع طفلي من الازدهار؟ وكيف أساعده؟”
وصف الطفل بالكسل قد يكون تبسيطًا مفرطًا لمشكلة أعمق. الأهم من ذلك هو الفهم، الدعم، والبحث عن الجذور الحقيقية لتراجع الأداء الدراسي. فكل طفل يملك طاقة وقدرات، فقط يحتاج إلى من يراها ويوجهها.
أولًا: ما الذي قد يمنع طفلك من الازدهار؟
1. نقص الدعم العاطفي أو التقدير
الأطفال لا يزدهرون في بيئة يشعرون فيها أنهم لا يُفهمون أو لا يُقدّرون.
فإذا شعر الطفل بأنه مرفوض أو دائمًا مُنتقد، قد يتراجع عن المحاولة.
2. تجارب سلبية في المدرسة
قد تكون لدى الطفل تجارب تنمّر، تجاهل من المعلمين، أو رسوب أثر على ثقته بنفسه.
3. أسلوب تعليمي غير مناسب لطبيعته
بعض الأطفال يتعلمون بالحركة، البعض الآخر بالصوت أو الصور، لكن المدارس غالبًا تتبع نمطًا واحدًا يناسب الجميع.
4. صعوبات تعلم أو اضطرابات سلوكية غير مشخصة
كما ذكرنا، عسر القراءة، القلق، أو حتى ضعف السمع أو النظر، قد يعيق التعلّم ويجعله يبدو “كسولًا”.
5. توقعات غير واقعية من الأهل
أحيانًا نطلب من الطفل أن يكون “الأول دائمًا”، أو أن يبرع في كل المواد، وننسى أن له ميولًا وقدرات تختلف عن غيره.
ثانيًا: كيف أساعده على الازدهار؟
1. ابدأ بالاستماع لا باللوم
خصص وقتًا منتظمًا لسؤال طفلك:”كيف تشعر في المدرسة؟ ما أصعب شيء تمر به؟ ما الذي تحبه ولا تحبه؟”
ستندهش من كمّ المعلومات التي قد يكشفها بمجرد أن يشعر بالأمان.
2. ابحث عن نقاط قوته، لا نقاط ضعفه فقط
هل هو مبدع؟ محب للحركة؟ سريع البديهة؟
عندما تركز على ما يُجيده الطفل وتبني عليه، سيرى نفسه بصورة إيجابية.
3. وفّر بيئة داعمة لا قائمة على العقاب
يعتبر التحفيز، والتشجيع، والصبر أهم بكثير من التهديد أو المقارنة بالآخرين.
4. استعن بمختصين عند الحاجة
لا عيب في طلب المساعدة من مختص نفسي تربوي أو أخصائي نطق/تعلم.
المهم أن يحصل طفلك على الأدوات التي يحتاجها لينجح.
5. ادمج التعلّم باللعب والفضول
حوّل الدروس إلى ألعاب، وابحث عن طرق تجعل العلم ممتعًا ومربوطًا بحياته اليومية.
كل طفل قابل للازدهار إذا وُضع في التربة الصحيحة. فقط نحتاج أن نتوقف عن سؤال: “لماذا لا يتغير؟”
“كيف أغيّر أنا البيئة حوله ليكبر بثقة؟”
لأن الأطفال لا يزدهرون فقط بما نقوله لهم، بل بما نفعله من أجلهم. إليك خطوات عملية لتغيير البيئة المحيطة بالطفل وجعلها حاضنة لثقته بنفسه ونموه العاطفي والمعرفي:
أولاً: في البيت – ابْنِ له “ملجأ نفسيًا آمِنًا”
1. قلل من الانتقاد، وزد من التشجيع
ان الطفل يتغذى على كلماتك، فاجعلها غذاءً يعزّز ثقته لا يضعفها.
بدل أن تقول:
“أنت لا تركز أبدًا!”
جرب أن تقول:
“أعرف أنك تستطيع التركيز، دعنا نحاول بطريقة مختلفة.”
2. احتفل بإنجازاته الصغيرة
حتى لو رتب سريره أو حل مسألة واحدة، امدحه.
كل إنجاز صغير هو خطوة لبناء شخصية واثقة.
3. احترم رأيه وأعطه مساحة للاختيار
اسأله: “أي قميص تحب أن ترتديه؟” أو “أي قصة تقرأها الليلة؟”
الاختيارات الصغيرة تعزز الاستقلالية والشعور بالقدرة.
ثانيًا: في المدرسة – كن صوته إن لم يسمعه أحد
1. تواصل مع المعلمين بشكل إيجابي
كن شريكًا لا ناقدًا. اسأل:
“ما أكثر ما يميز طفلي من وجهة نظرك؟”
ثم شارك أفكارك بلطف إذا لاحظت أمورًا تُضعف ثقته.
2. ادعمه إذا مرّ بتجربة فشل
أخبره أن الفشل ليس نهاية، بل “محطة تعلم”.
شارك معه قصصًا لأشخاص فشلوا ثم نجحوا (مثل أديسون أو والت ديزني).
ثالثًا: في العلاقات – قدّم له بيئة غنية بالتجارب والدعم
1. وفّر له فرصًا للتجربة والخطأ
اتركه يجرب أن يصنع شيئًا، يخطئ، يصلح، يحاول.
الثقة تُبنى من المحاولة، لا من الحماية الزائدة.
2. أحطْه بنماذج إيجابية
ابحث عن قدوات صالحة قريبة منه: خال يحب القراءة، معلمة ملهمة، صديق يحب التعلّم.
من نرافقهم ينعكسون علينا دون وعي.
نصيحة الي الاباء والامهات
لتغير بيئة طفلك، ابدأ بتغيير أسلوبك في رؤيته.
بدل أن ترى ما ينقصه، ركّز على ما يملكه.
بدل أن تقارنه، قف بجانبه ليقارن نفسه بنفسه “أمس واليوم”.