الآباء والديون: كيف تؤثر رغبات الأطفال على الاستقرار المالي للأسرة؟
الانعكاسات النفسية على الأطفال والشعور بالانتماء و "تأثير رغبات الأطفال على ديون الأسرة"

الآباء والديون: كيف تؤثر رغبات الأطفال على الاستقرار المالي للأسرة؟، من أهم المشاكل التي يمر بها الآباء في وقتنا الحاضر هي الديون، فهناك الكثير من الآباء اللذين يسعون جاهدين في تلبية احتياجات أبنائهم لكي يعيشوا في استقرار وسلام عائلي، حتي ولو كان ذلك علي حساب اقتصاد الأسرة وزيادة في النفقات، فتكون في البداية توفير لرغبات الأطفال بدافع الحب للأبناء والانتماء الأسري، حيث يتراكم ذلك علي الآباء من خلال زيادة في اقتصاد الأسرة والدخل الأسري، حيث يؤثر ذلك علي اقتصاد الأسرة علي المدي البعيد، ويحتاج الآباء إلي فترة كبيرة من الزمن لكي يتم تعديل عملية التوازن
ما الذي يدفع الآباء إلى هذا القرار الصعب؟
-
أولاً: الضغط الاجتماعي: حيث تكون متطلبات الأطفال في امتلاك العديد من المتطلبات التي يتم تلبيتها بشكل أعلي من مستوي دخل الأسرة مثل الملابس بماركات عالمية، أو الحقائب المتنوعة ، أو قد يطلب الطفل أدوات لشخصيات مشهورة قد يلاحظها مع بعض أصدقاؤه.
-
ثانياً: الخوف من العزلة: يعتقد بعض الآباء في حال عدم توفر متطلبات الأطفال قد يعرضهم للعديد من المشاكل النفسية والعزلة عن أصدقائهم، أو يشعرهم بالنقص .
-
ثالثاً: التأثير الإعلامي: من الطبيعي أن الإعلانات للمنتجات أو وسائل التواصل لها دور مهم وكبير في ترويج مختلف المنتجات التي تعمل علي دمجها في حياتنا اليومية .
الجانب النفسي للأطفال
-
ان من الطبيعي للأطفال أن امتلاك أي من الأشياء التي يمكن أن يكون أصدائهم يملكون مثلها، فهذا طبيعي يعمل علي تعزيز الثقة بالنفس للطفل .
-
في حال تلبية طلبات أو رغبات الطفل داخل الأسرة يساعد علي تقليل التهميش للطفل أو التنمر بين الاطفال.
- من خلال تلبية رغبات الطفل من قبل الآباء يعطي الطفل شعور بالرضا ويساعده في الانخراط فيما حوله.
شاهد أيضا: ماذا يحدث للام عندما تنجب الطفل الاول
التحديات الاقتصادية التي تواجهها الأسر
هناك الكثير من الصعوبات التي يواجهها رب الأسرة خلال تلبية رغبات الأطفال داخل الأسرة والتي تعمل علي عدم حرمان الطفل من أي طلب يطلبه خلال اليوم سواء في البيت او المدرسة، وهذا يشكل ثقل كبير علي الآباء من خلال :
-
تراكم الديون الإضافية علي الآباء وأيضا الأسرة.
-
من خلال تلبية كماليات الطفل التي يطلبها والتي تلبيها الأسرة من خلال لدخل الكلي، فقد يتطلب الأمر من التخلي عن بعض الأساسيات التي تحتاجها الأسرة ليقدم الآباء احتياجات الأبناء.
-
من خلال كثرة الطلبات التي يطلبها الأطفال من الآباء، والتي بدور الآباء في تلبيتها فإن هذا يزيد من الضغط النفسي علي الآباء وذلك لعدم قدرتهم علي تلبية كافة الطلبات التي تكون أكبر من مستوي دخل الأسرة.
هناك أسباب للجوء الآباء إلى الديون لتلبية رغبات أطفالهم
يلجأ الآباء في كثير من الأحيان إلي الديون، والتي بدورها تزيد من ثقل وعبء علي الآباء من خلال تلبية احتياجات الاطفال المتزايدة في مجتمعنا، وهذا يشكل ضغط كبير علي الآباء ومن أهم هذه الأسباب:
-
الخوف علي مشاعر الطفل من الشعور بالنقص: حيث أن الآباء يحاولوا أن لا يشعر أطفالهم بالنقص أو الحرمان مقارنة بأصدقائهم.
-
الضغط الاجتماعي ضمن وسائل الإعلان: حيث تعتبر وسائل الاعلان من أكثر الوسائل التي ترغب الطفل في الحصول علي المنتجات الموجودة في الأسواق والتي تقوم بدورها بترغيب الطفل علي أن يحتوي تلك الأشياء سواء في البيت أو المدرسة.
-
المساعدة في حماية الأطفال من اي نوع من التنمر: هناك اعتقاد خاطئ لبعض الآباء في أن تلبية ما يطلبه الطفل هو نوع من أنواع التعزيز وعدم شعورهم بالتنمر أو تعرضهم للسخرية .
-
العاطفة الزائد عن الآباء : إن تأثير الحب الزائد أو العاطفة الأبوية في تلبية رغبات الأطفال ومحاولة اسعادهم من خلال تلبية رغباتهم تعمل علي أن الآباء يأخذون القرارات الخاطئة التي تزيد من العبء الاقتصادي علي الاسرة.
- شاهد أيضا: https://ar.wikipedia.org/
ما مدي تأثير تلك القرارات على الاستقرار المالي للأسرة
في حال تلبية رغبات الأطفال داخل الأسرة وان يعطي الآباء شعور الرضا للطفل والارتياح، فهذا يعمل علي وضع اقتصاد الأسرة تحت ضغط كبير من الديون التي قد تتراكم علي الآباء والتي من خلالها يعمل علي تزعزع اقتصاد الاسرة من خلال صعوبة في توفير بعض الاحتياجات الاساسية والتي تتمثل في الصحة والتعليم وغيرها من الاحتياجات الاساسية للاسرة وهذا طبيعي في حال تراكم الديون علي كاهل الآباء والتي من خلالها يعمل علي عدم استقرار الارة.
شاهد أيضا: اليانسون من المطبخ إلى الطب: فوائده الصحية المدهشة
بعض الحلول العملية التي تعمل علي تحقيق التوازن بين الانتماء الاسري والاستقرار المالي:
هناك صعوبة كبيرة علي الآباء في الموافقة بين متطلبات الأسر واحتياجات الأطفال وتلبية رغباتهم، فهذا يعمل علي تعرض الاباء الي ضغوطات في حياتهم الاقتصادية، ولكن هناك بعض الخطوات التي تساعد علي تحقيق التوازن الأسري:
-
التخطيط في عمل ميزانية تتوافق مع الكماليات: وذلك من خلال تخصيص جزء أو مبلغ من دخل الاسرة لتلبية ما يحتاجه الطفل مثل : الملابس أو القرطاسية العصرية، وذلك دون أن يؤثر على أساسيات الاسرة.
-
عملية الاتصال والتواصل مع الطفل: وذلك من خلال توضيح للطفل القيمة المعنوية لكل ما هو حوله من صداقات وعلاقات اجتماعية وتوضيح مدي أهميتها في حياتنا وأنها أهم من الماديات بكثير.
-
الفرق بين الكماليات والاولويات: وهذا يكون من خلال توضيح للاطفال الفرق بين الأولويات والاشياء الضرورية التي لا يمكن الاستغناء عنها وبين الكماليات التي يمكن الاستغناء عنها، وان ليس من الضروري ان يمتلك الطفل كل مايراه، لانه قد يكون مناسب وقد يكون غير مناسب.
-
التعرف علي البدائل الذكية: وذلك من خلال الحصول علي المنتجات ذات جودة عالية ولكن بسعر منخفض.
-
لا بد من تعزيز الثقة بالنفس للطفل : وذلك من خلال مساعدة الطفل على كيفية بناء هويته الشخصية بنفسه ومدي أهميتها في الحصول علي زيادة الثقة بالنفس لدي الطفل.
ومن خلال هذا الاسلوب تستطيع الاسرة توفير الشعور بالرضا والانتماء لدي الاطفال دون الضغط علي الاباء او زيادة في اعباء المصروف.
ما هي المخاطر الاقتصادية التي تزيد من الديون من أجل الكماليات
تقدم الكماليات للأطفال من اجل اسعادهم ودخول شعور بالرضا وتعزيز شعور المحبة لديهم من قبل الآباء ، ولكن لا ينتبه بعض الآباء أن هذه الكماليات تؤثر سلبا علي الدخل الكلي للأسرة، وانه قد يضطر الآباء الي التخلي عن بعض الواجبات او الضروريات لكي يوفر الكماليات للأطفال، وهذا يعكس سلبا علي الدخل مما يجعل الآباء يلجؤوا الي الاقتراض لكي يلبوا احتياجات الاسرة وبالتالي يزيد العبء المادي علي الاسرة، وتقع الاسرة في مشاكل اقتصادية.
قد تبدو الكماليات وسيلة لإسعاد الأطفال وتعزيز شعورهم بالانتماء، لكن الديون الناتجة عن شراء الكماليات تحمل مخاطر اقتصادية حقيقية للأسرة. فعندما ينفق الآباء أموالًا مقترضة على أشياء غير ضرورية، يزداد العبء المالي عليهم مع مرور الوقت. ومن أبرز هذه المخاطر:
-
يتم استنزاف دخل الاسرة من خلال زيادة في الاقساط وايضا ارتفاع الفوائد المالية.
- النفقات الاساسية التي تعمل تؤثر سلبا علي الدخل المادي للاسرة مثل السكن والعليم والصحة والغذاء وغيرها.
- في حال عدم سداد الديون يشعر الأباء بالضغط النفسي الذي يزيد من التأثير السلبي علي دخل الاسرة.
- ان زيادة الازمات المالية لدي الاسرة يسبب فيعدم الاستقرار المالي للدخل لدي الاسرة، وهذا يسبب ازمات مالية بشكل مستمر.
ومن الطبيعي لا بد من أن تكون الاسرة علي دراية وعلم كامل بالاثار السلبية التي تتخللها توفير الكماليات للاسرة، وهذا يعمل علي عدم الاستقرار المالي لدي الاسرة في حال زادت الديون.
ولكي يتجنب الاباء الوقوع في الديون لا بد من اتباع بعض النصائح
ماهي الخطوات التي يتجنب الآباء الوقوع فيها بسبب الديون و الكماليات؟
لكي يتفادي الاباء خطر الديون التي تنتج عن تلبية الكماليات للاسرة، لا بد للآباء اتباع بعض الخطوات العملية:
- القيام بخطة للراتب او الدخل المالي للاسرة والذي يراعي فيه احتياجات الاسرة الاساسية ويمكن تخصيص مبلغ معين للكماليات .
-
توعية الاطفال في كيفية انفاق الاموال وتوضيح ما هو الضروري وما هو الغير ضروري.
-
الحصول علي البدائل للكماليات وذلك مثل العروض الموسمية التي تعرض بأسعار أقل، وهذا يعمل علي توفير العديد من الكماليات من خلال المبلغ المعروض ضمن الجدول.
-
يمكن اقناع الطفل بتأجيل رغباته التي يمكن شرائها لحين توفر السيولة أو استبدالها بشئ آخر بدل الاقتراض.
- محاولة زرع الثقة بالنفس لدي الاطفال حتي يتمكنوا من التعرف علي قيمة الاشياء قبل امتلاكها.
ومن خلال هذه الخطوات تستطيع الأسرة تحقيق ما يسمي التوازن وهذا يكون بين إسعاد الطفل وأيضا الحفاظ على استقرار الاسرة المالي، حيث يعمل ذلك علي الابتعاد عن الضغوطات الاقتصادية على دخل الأسرة.
.
وختاما لا بد من التعرف علي كل ما يخص الآباء والديون: كيف تؤثر رغبات الأطفال على الاستقرار المالي للأسرة؟ حيث أن الاباء يضحوا كثيرا في سبيل اسعاد أبنائهم، وبالتالي قد يؤثر سلبا علي حياتهم المادية لذلك لا بد من التوعية لدي الاطفال والاباء في كيفية التوافق بين الكماليات والاساسيات التي لا بد من تقديم الاساسيات علي الكماليات ليتمكن الاباء من توفير كل ما يحتاجه الاطفال داخل الاسرة علي حسب دخلهم المادي.



